امسكت قلمى واسرعت الى دفترى لاجاوب عن سؤالك لى : ما هى امنياتك واحلامك لعام جديد
ولان الطقس شديد البرودة فصنعت كوب من الشاىاستمد من حلقات دخانة الشعور بالدف ولاصحو ولاكتب كل احلامى وامنياتى بالعام الجديد جلست بجوار المذياع ومع اول حرف يخطوة قلمى فوق السطور سمعت دقات الساعة لتعلن بدء نشرة الاخبار وانصت ........... انصت الى بكاء وصلوات اطفال القدس وهم محجوزين فى ديارهم تناديهم كنيسة القيامة ليحتفلوا ولا يستطيعون تلبية النداء .. فتنسكب دموعها بدلا من شموعها..
انصت الى سماء تضيئها بنور شديد ..ليس نجوم وقمر العام الجديد ولكنها صواريخ وطائرات امريكا فى بلد دجلة والفرات .. انصت الى تهديد ووعيد لايران بوقف جميع انشطتها فى مجال الطاقةالذرية حتى وان كانت باهداف سلمية .. انصت الى رؤساء السودان قائلين : متى بداتم تحلون لنا المشكلات واصبحنا نحن الذين ننتهك حقوق الانسان .. وانصت الى ضحكة مجلجلة لرئيس الولايات وحولة وزراة يقسمون تورتة العام الجديد وهى على شكل الكرة الارضية وتنبهت الى صوت المذيع يعلن انتهاء النشرة الاخبارية ووجدت نفسى اردد ابيات لنزار:
حين يصير العدل فى مدينة
سفينة يركبها قرصان
ويصبح الانسان فى سريرة
محاصرا بالخوف والاحزان
حين يصير الدمع فى مدينة
اكبر من مساحة الاجفان
يسقط كل شئ
الشمس والنجوم والجبال والوديان والليل والنهار والبحار والشطان
وكذلك احلامى وامنياتى للعام الجديد سقطت فى هذا السائل الاسود الذى اراة امامى وتذكرت انة كوب الشاى الذى تجمد من شدة البرد بدلا من ان يمدنى بالدف