النمام..لايدخل الجنة
كثير من الناس يخلطون بين الغيبه والنميمه ، فالغيبه هى، أن تذكر أخاك المسلم ، بشىء يكرهه وهو غائب ، حتى لو كان ذلك الشىء صفة من صفاته ، كأن تقول مثلا :فلان قصير ، أو سمين ، أو ثرثار،أوغير ذلك من الصفات،ومنن يفعل ذلك يقع فى اثم كبير.
علينا ان نحذر الوقوع فى هذا الذنب ، فلا نذكر أحدا بسوء ، حتى لو كان صفه من صفاته ، لانها غيبه ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أتدرون ما الغيبه "؟ قالوا : الله ورسوله اعلم . قال صلى الله عليه وسلم : " ذكرك أخاك بما يكرة ": قيل أفرأيت أن كان فى أخى مااقول ؟ قال صلى الله عليه وسلم " ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه فقد بهته ، أى كذبت وافتريت عليه .
أما النميمه ، فهى نقل الكلام بين الناس ، للافساد بينهم . فمثلا اذا كنت تجلس مع انسان معين فسمعته يذكر انسانا اخر بسوء فيقول مثلا ان فلانا سىء الخلق ، فتذهب الى الشخص الاخر وتنقل اليه ما سمعته ، وذلك للافساد والوقيعه بينهما ، وتكدير صفو العلاقه التى كانت قائمه من قبل فتكون بذلك نماما .
كذلك من يجلس مع زميل ، فيسمع منه كلاما يذكر فيه مسئولا أو ذا سلطان بسوء ، فينقل اليه هذا الكلام للافساد بينهما ، يكن نماما
مر رجل على حذيفه بن اليمان فقيل له ان هذا يبلغ الامراء الحديث عن الناس ، فقال حذيفه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" لا يدخل الجنه قتات " والقتات : النمام .
دخل رجل على عمر بن عبد العزيز ، فذكر له عن اخر شيئا يكرهه .فقال عمر: ان شئت نظرنا فى أمرك ، فان كنت كاذبا فانت من اهل هذة الايه " ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا " وان كنت صادقا فأنت من أهل هذه الايه " هماز مشاء بنميم " وان شئت عفونا عنك ، قال العفو يا أمير المؤمنين ، لا اعود اليه ابدا والله اعلم
وقد ذم القران الكريم هذه الرذيله ، قال تعالى فى الايتين : (10،11) من سورة القلم : " ولاتطع كل حلاف مهين ، هماز مشاء بنميم " ومعنى هماز اى : طعان فى الناس ، وقال تعالى فى سورة الهمزة : " ويل لكل همزة لمزة " يهمز ويلمز : يعيب .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لايدخل الجنه قتات والقتات هو النمام والنميمه تكون سببا من اسباب عذاب القبر ، فقد خرج النبى من بعض حيطان المدينه فسمع صوت انسانين يعذبان فى فبريهما فقال صلى الله عليه وسلم " يعذبان ، وما يعذبان فى كبيرة ، وانه لكبير، كان أ حدهما لا يستتر من البول وكان الاخر يمشى بالنميمه " أيحب أحدنا بعد كل ماعرفناه أن يكون نماما ؟ انها صفه ذميمه تجعل الانسان مكروها فى الدنيا ، يحذره الناس اتقاء لشره ، ثم ينال عقابه فى الاخرة ، ومن وقع فى هذا الاثم ، عليه أن يستغفر الله ويتوب اليه ولايقع فى ذلك مرة أخرى .