الإخوة والأخوات:
عوام الشيعة وحتى كتاب المنتديات عندهم لا يعرف أكثرهم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تزوج ابنة علي والزهراء رضي الله عنهم جميعا، ومن يسمع منهم يقال له: القصة مكذوبة، فإذا اكتشف أحدهم حقيقة القصة فإنه يصاب بذهول وصدمة ويتساءل: كيف نقول عن عمر بأنه مرتد وغاصب للخلافة ثم يتزوج ابنة الزهراء كاسر ضلعها ومسقط جنينها المحسن؟
في شرح نهج البلاغة المصدر الشيعي المعتمد:
------------------------------
خطب عمر أم كلثوم بنت علي عليه السلام، فقال له: إنها صغيرة، فقال زوجنيها يا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد، فقال: أنا أبعثها إليك، فإن رضيتها زوجتكها. فبعث! إليه ببرد، وقال لها قولي: هذا البرد الذي ذكرته لك. فقالت له ذلك، فقال: قولي له: قد رضيته رضي الله عنك- ووضع يده على ساقها- فقالت له: أتفعل هذا! لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك، ثم جاءت أباها فأخبرته الخبر، وقالت: بعثتني إلى شيخ سوء قال: مهلاً يا بنية، إنه زوجك، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة، وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون، فقال: رفئوني ، رفئوني، قالوا: بماذا يا أمير المؤمنين؟ فال: تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل سبب ونسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري".
ص 1261
------------------------------
وجه عمر إلى ملك الروم بريداً فاشترت أم كلثوم امرأة عمر طيباً بدنانير وجعلته في قارورتين وأهدتهما إلى امرأة ملك الروم، فرجع البريد إليها ومعه ملء القارورتين جواهر، فدخل عليها عمر، وقد صبت الجواهر في حجرها، فقال: من أين لك هذا؛ فأخبرته، فقبض عليه، وقال: هذا للمسلمين، قالت: كيف وهو عوض هديتي! قال: بيني وبينك أبوك، فقال علي عليه السلام لك منه بقيمة دينارك، والباقي للمسلمين جملة لأن بريد المسلمين حمله.
شرح نهج البلاغة ص 2059